الجمعة 22 نوفمبر 2024

اللطيمة

اللطيمة

تقول لي: أنا (كويتية) لانني ولدت هنا والانسان يسجل مواطن (محل الولادة)!

وتمسح دمعاتها مواصلة: ما ذنبي إن كانت اصولي فلسطينية أو صومالية أو من ديار يأجوج ومأجوج؟

لا احب أن اعطلك عن شغلك ومسؤولياتك لكنني احكي لك قصة طويلة مع الحياة والاقدار، وأنت بالذات ككاتب متميز أضعها بين يديك.

ولدت في الكويت وعشت وتربيت بها واشتغلت وكنت (المدللة) عند أبي وأمي رحمهما الله كحال الكثيرات ممن ولدن في الكويت وترعرعن.

بداية (خياباتي) هو فشلي في زواجي الأول وبالفعل بداية مأساوية حقا (طفلة تربي طفلا)!

اعتمدت على نفسي في كل شيء ومساندة الأب والأم ومرت السنين لأصحو على ظلم أهلي الذين حرموني ممن أحب ليزوجوني ممن اختاروه لي للأسف!

مرت السنين واعتمدت على الله سبحانه ثم جهودي وجاءت (الطامة الكبرى) الاحتلال العراقي.

مأساة جديدة في حياتي وخرجت من الكويت التي (أحب وأعشق) وعبر 7 سنين عجاف هي اصعب سنين حياتي وعمري.. وأنا أخرج منها دعوت الله عز وجل ان ارجع لها فهي (بلدي ومهبط مولدي) وكل ذكرياتي الحلوة والمرة، لا اعرف غير الكويت وطناً.

فقدت وظيفتي بعد خروجي.. نعم رجعت لكن لا زلت حتى الآن في (تعب) مستمر وابتلاءات متتالية مررت بها ولا زلت حتى هذه اللحظة اعاني من اشياء كثيرة (ايجار متأخر متراكم ـ مسؤوليات اسرتي واحفادي) كل هذا له ثمن ادفعه من عمري وروحي وتفكيري اليومي.

وتبقى الحقيقة: الإنسان السوي مخلوق يبحث عن رزقه هنا وهناك.. أليس كذلك؟

أنا من المعجبات بجميع ما تكتبه يوميا، فأنت الكاتب الذي يرضي قراءه بحسن مقالاته وصدقها، كاتب متمكن وصحفي متمرس، ومعلم موجّه، ومربٍّ فاضل، وأب روحي لجميع من يعرفك، والدليل ان مقالاتك هي الأعلى قراءة لأنها تطرح المشكلات وتعالجها بخبرتك وحكمتك وتجاربك ونصيحتك المخلصة، وكما قال وليم شكسبير: البؤساء (أمثالي) لا دواء لهم إلا الأمل!

قالوا قديما يا أستاذ يوسف: الأمل طبيب البؤساء!

٭ ومضة: أنموذج يعيش معنا (متعفف) لا يطرق أبواب الجهات الخيرية لأسباب كثيرة منها (الحياء) أو لأن هذه المرحلة بالفعل (صعبة جدا) لنضوب السيولة، وتراجع من يعلمون عن الحالات المحتاجة ويتراجعون امام (الكثرة الهائلة) التي تعيش اليوم على الكفاف في انتظار من يقدم لها يد المساعدة من المحسنين الكرام لتحصل على سيارة وتسدد الإيجارات!

آه.. يا أستاذي: ليست العبرة بمجد السلف ولكن بكرامة الخلف!

ولا مجد لإنسان ولا حياء ولا غنى دون عزة وكرامة!

٭ آخر الكلام: يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة».

العاملون في القطاع الخيري يشعرون بـ (الألم الشديد) عندما يعرضون الحالات المحتاجة ولا يجدون لها مبادراً!

٭ زبدة الحچي: من أوجب الواجبات الدينية ان يكف المسلم الأذى عن أخيه باليد واللسان وأن يساعده ويعينه في امور دينه ودنياه.

لا تحقّر من المعروف شيئاً، وقدّم كل ما تستطيع من مساعدة وإغاثة لكل فقير ومسكين ومعوز ومنكوب، لان ديننا هو دين العدل والرحمة والشفقة لأن الراحمين يرحمهم الرحمن.

ديننا دين الرحمة ونبينا هو الرحمة المهداة للعالمين، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107.

وقوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات: 10.

أما من قسا قلبه و«سكّر» جيبه وسيطر عليه ديناره وصار لا يحس بآلام المحتاجين والمعوزين ولا يرق لضعفهم وعجزهم، فلا يألم لفقير ولا يحس بمسكين، فهو والله لا يستحق رحمة الله في الآخرة والجزاء من جنس العمل!

الرحمة في المؤمن والمبادرة بمساعدة الآخرين هي (البلسم) الإنساني الحضاري الذي يقدمه ديننا الوسطي من زكاة وصدقات لصالح المحتاجين من خلق الله.

ما أحلى التجارة مع الله، تدفع دينارا يرجعه الله لك أضعافا مضاعفة.

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

قال رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: «لا تُنزع الرحمة إلا من شقي».

عزيزي القارئ في كل مكان: نفّس عن المكروبين واعط من (مال الله) لكل المعسرين بمروءة ونخوة.

وتذكر عزيزي القارئ الكريم: البخيل يعيش في الدنيا عيش الفقراء وفي الآخرة حساب الأغنياء!

المسلم الكريم الذي يعلم ان (المال غادٍ ورائح) وما عند الله خير وأبقى. بادر من فضل الله عليك لكل (أولئك وأولئك) حتى يغنيك الله من فضله عمن سواك ويرطب (كبدك وجيبك) اكرم الأكرمين، فيا باغي الخير أقبل ويا باغي البخل أدبر.. في أمان الله.

في حال عدم رغبتكم في تلقي النشرة الإخبارية عبر الواتساب او البريد الإلكتروني يرجى الضغط هنا لإلغاء الإشتراك

أرشيف النشرات